الرضاعة الطبيعية والتغذية
تبدأ التغذية السليمة للطفل فور ولادته من خلال الرضاعة الطبيعية. وتشير التوصيات العالمية للصحة العامة إلى ضرورة إرضاع الطفل طبيعياً وحده في الأشهر الستة الأولى من حياته لتحقيق المستوى الأمثل من النمو والتطور والصحة. وبعد ذلك، يتعين أن يتلقَّى الأطفال الرُّضَّع أغذية تكميلية مناسبة مع استمرار الرضاعة الطبيعية لفترة تصل إلى 12 شهراً أو أكثر.
ومن بين مزايا الرضاعة الطبيعية للأطفال الرضع:
- تحسين وظائف الجهاز الهضمي والحماية من أمراض المعدة والأمعاء التي تتسبب في التقيؤ والإسهال.
- الحد من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والأذن والصفير أثناء التنفس
- وتشير بعض الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من مخاطر السمنة وأمراض القلب الوعائية وبعض أنواع سرطان الأطفال وأمراض المناعة الذاتية مثل داء السكري من النوع الأول.
ومقارنة بالأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن صناعياً، تشعر السيدات اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية بـ:
- تراجع نسبة فقدان الدم بعد الولادة نتيجة هرمون أوكسيتوسين الذي يُفرز في الدورة الدموية للأم أثناء الإرضاع.
- تراجع مستويات التوتر والإجهاد نتيجة عدة هرمونات تُفرز أثناء الرضاعة الطبيعية.
- زيادة مستوى خسارة الوزن بعد الولادة (إذا استمرت الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر على الأقل).
- تراجع مخاطر سرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان الرحم.
وإضافة إلى المزايا التي لا حصر لها للبن الأم، تجسد الرضاعة الطبيعية علاقة قوية بين الأم والطفل الرضيع.
وبداية من عمر أربعة إلى ستة أشهر، سيتولى طبيب الأطفال تقييم ما إذا كان طفلك الرضيع مستعداً لتناول الأغذية الصلبة في الحالات الآتية: إذا كان باستطاعته الجلوس وظهره منتصباً مع رفع رأسه، وإذا كان ينظر إليك أثناء تناولك الطعام، وإذا كان يستطيع التحكم في تحريك لسانه بحيث يكون قادراً على تناول الطعام من الملعقة.
يمكنك التشاور مع طبيب الأطفال بشأن جدول التغذية، ولكننا نقدم لك فيما يلي بعض النقاط الجوهرية التي ينبغي وضعها في الحسبان:
- عند الشروع في إعطاء الطفل أغذية صلبة، يوصى بإعطاء الطفل غذاءً جديداً واحداً في كل مرة وعدم إعطائه مزيجاً من هذه الأغذية.
- يُنصح بإعطائه الغذاء الجديد لفترة تتراوح بين 3 و 5 أيام قبل إضافة غذاء جديد آخر لمراقبة احتمالية إصابته بأي نوع من الحساسية.
- قد لا يحب طفلك نوعاً ما من الأغذية من المرة الأولى؛ إذ إن بعض الأطفال في بعض الأحيان قد لا يستحسنون غذاءً ما إلا بعد تجربته لـ 15 مرة.
- ينبغي تجهيز جميع أنواع الطعام وتخزينها بطريقة آمنة ونظيفة. ويُرجى تجنب إعطاء الأطفال الصغار أغذية قد تتسبب في أحد الأمراض المنقولة بالأغذية مثل: اللبن (الطازج) غير المبستر أو أي منتجات ألبان مصنوعة من اللبن غير المبستر أو البيض النيِّئ أو المطبوخ جزئياً أو اللحم النيئ أو غير المطبوخ أو الدواجن أو الأسماك أو المحار أو الفواكه أو الخضراوات غير المغسولة.
- ينبغي تجنب تناول العسل في أي أغذية يتناولها الطفل في عامه الأول حيث إنه قد يتسبب في حدوث تسمم غذائي للرضيع.
كلما كبر الطفل، ينبغي الالتزام بجدول منتظم للوجبات الأساسية والوجبات الخفيفة؛ فقد يساعده ذلك في اكتساب عادات غذائية صحية على مدار حياته. في الواقع، وبداية من عمر سنتين حتى خمس سنوات، ينمو الأطفال ويتطورون بطرق تؤثر في السلوكيات في جميع الجوانب، بما في ذلك تناول الطعام. إذ يتعين أن تُقدم للطفل يومياً مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالمواد المغذية من إحدى المجموعات الغذائية الأساسية التالية: منتجات الألبان والبروتينات والحبوب والخضراوات والفواكه. وينبغي الحرص على تناول الأطفال أغذية طازجة ومتكاملة (غير مُعلبة وخالية من المواد الإضافية). وينبغي أن تحتوي الأغذية والمشروبات على كميات قليلة من الملح أو السكر أو المُحلِّيات الصناعية.