التهاب الأذن
نظرة عامة
تتمثل أعراض التهاب الأذن الوسطى الحاد في ظهور سائل في الأذن الوسطى مصحوب بدلالات حادة على المرض وأعراض دالة على وجود التهاب في الأذن الوسطى. ويُعد تضخم غشاء طبلة الأذن الدلالة الفارقة التي تميّز التهاب الأذن الوسطى الحاد عن التهاب الأذن الوسطى المصحوب بتدفق سائل وعدم تضخم غشاء طبلة الأذن.
علم الأوبئة:
يُعد التهاب الأذن الوسطى الحاد المرض الأكثر شيوعاً وتشخيصاً في الأطفال المرضى الذين يزورون عيادات الأطباء والسبب الأكثر شيوعاً لوصف المضادات الحيوية. يصيب التهاب الأذن الوسطى الحاد الأشخاص من جميع الأعمار ولكنه أكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة.
عوامل الخطورة:
جرى تحديد عدد من عوامل الخطورة المقترنة بالتهاب الأذن الوسطى الحاد، من أهمها العمر.
1- العمر: يبلغ معدل الإصابة بمرض التهاب الأذن الوسطى الحاد ذروته بين الشهر السادس والشهر الثامن عشر من العمر. وبعد ذلك يتراجع احتمال الإصابة مع تقدُّم العمر، على الرغم من وجود ارتفاع طفيف بين عمر خمس سنوات وست سنوات (فترة الالتحاق بالمدرسة). يتميز مرض التهاب الأذن الوسطى الحاد بندرة حدوثه لدى الأطفال في عمر المدرسة، والمراهقين، والبالغين.
2- السجل الطبي العائلي.
3- الرعاية النهارية: يشيع انتشار الجراثيم البكتيرية والفيروسية في مراكز الرعاية النهارية.
4- نقص الرضاعة الطبيعية.
5- تدخين منتجات التبغ وتلوث الهواء.
6- استخدام اللهَّاية (المصاصة).
7- عوامل أخرى: الظروف الاجتماعية والاقتصادية (إذ إن الفقر وزيادة كثافة الأفراد داخل المنازل ترفع مخاطر الإصابة).
– الموسم (إذ ترتفع معدلات الإصابة بهذا المرض في شهور الخريف والشتاء).
– تغيير دفاعات المضيف ووجود مرض أساسي كامن.
الأسباب
- هناك ثلاث أنواع من البكتيريا مسؤولة عن غالبية العزلات البكتيرية الناجمة عن سائل الأذن الوسطى: المكورات العنقودية الرئوية، والإنفلونزا المُسْتَدْمِيَة غير المُصنفة، والموراكسيلاالنزلية.
- وقد يظهر هذا المرض بسبب أنواع أخرى من البكتيريا أو الفيروسات.
الأعراض:
- قد تظهر أعراض وعلامات غير مُحددة على الأطفال المُصابين بالتهاب الأذن الوسطى الحاد وخاصة الأطفال الرضع منها الحمى، والتهيج، والصداع، والخمول، وفقدان الشهية، والقيء، والإسهال.
- ويُعد ألم الأذن الشكوى الأكثر شيوعاً لدى الأطفال المصابين بالتهاب الأذن الوسطى الحاد والمؤشر الأفضل على الإصابة بهذا المرض، ورغم ذلك، لا يقترن هذا المرض دائماً بألم الأذن والأعراض الأخرى المرتبطة بالأذن (مثل الرغبة في حك أو فرك الأذن).
- ويُعد المؤشر الأكثر أهمية لتمييز التهاب الأذن الوسطى الحاد عن التهاب الأذن الوسطى المصحوب بتدفق سائل وعدم تضخم غشاء طبلة الأذن هو وجود تضخم في غشاء طبلة الأذن.
العلاج
قد يتضمن علاج التهاب الأذن العناصر التالية:
- المضادات الحيوية.
- أدوية علاج الألم والحمى.
- الملاحظة.
- مزيج من كل ما سبق.
يعتمد العلاج “الأمثل” على عمر الطفل، وسجل الالتهابات السابقة، والمشكلات الطبية الكامنة.
المضادات الحيوية: قد تؤتي المضادات الحيوية ثمارها لدى الأطفال الذين جرى تشخيص حالتهم بأنها التهاب مؤكد في الأذن و/أو الأطفال الذين يعانون من أعراض حادة. وتُعد المضادات الحيوية مفيدة للأطفال الرضع الأقل من عامين الذين جرى تشخيص حالتهم بأنها التهاب مؤكد في الأذن. أما بالنسبة للأطفال الذين يبلغون عامين فأكثر ولديهم أعراض خفيفة فيمكن ملاحظتهم مبدئياً حيث يُتوقع أن يتماثلوا للشفاء دون مضادات حيوية.
- فالمضادات الحيوية توصف عادة للأطفال الرضع الأقل من 24 شهراً أو الذين يعانون من حمى أو التهاب شديد في كلتا الأذنين.
- وبالنسبة للأطفال الأكثر من 24 شهراً فيمكن علاجهم بمضاد حيوي، أو يمكن ملاحظتهم للتأكد مما إذا كانت حالتهم تتحسن بدون المضادات الحيوية.
فالمضادات الحيوية لا توصف لجميع الأطفال الذين يعانون من التهاب في الأذن؛ لأن الدراسات تشير إلى أن العديد من الأطفال الأكبر سناً الذين يعانون من التهابات في الأذن يتحسنون بدون استخدام مضادات حيوية. وقد يكون للمضادات الحيوية آثار جانبية مثل الإسهال والطفح الجلدي، وقد يؤدي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية إلى زيادة صعوبة علاج البكتيريا (المقاومة). فالمقاومة تعني أن هذا المضاد الحيوي لم يعد له تأثير أو أن الأمر يتطلب جرعات أكبر في المرة القادمة.
الملاحظة: في بعض الحالات سيوصيك طبيب الأطفال أو الممرضة بملاحظة ابنك في المنزل قبل الشروع في إعطائه المضادات الحيوية، وهذا الأمر يُطلق عليه “المراقبة”. فالمراقبة قد تساعد في تحديد مدى الحاجة إلى المضادات الحيوية.
وقد يوصى بالمراقبة في هذه المواقف:
- إذا لم يتضح ما إذا كان الطفل يعاني من التهاب في الأذن بناءً على الفحص.
- إذا كان عمر الطفل يزيد على 24 شهراً.
- إذا لم يكن ألم الأذن أو الحمى شديدين.
- إذا كانت صحة الطفل العامة على ما يرام.
يمكنك إعطاء أدوية مسكنة للألم في أثناء فترة الملاحظة لتخفيف الألم.
إذا كان ابنك قيد الملاحظة بدلاً من علاجه بالمضادات الحيوية فسيتعين عليك الاتصال بمكتب الطبيب أو الممرضة، أو مراجعته بعد مرور 24 ساعة للمتابعة. في حال استمرار الألم الذي يعاني منه طفلك أو تفاقمه يوصى عادة بتناول المضادات الحيوية، وقد تستمر الملاحظة في حالة تحسُّن حالة الطفل.
المتابعة: ينبغي أن تتحسن الأعراض الظاهرة على طفلك في خلال فترة تتراوح من 24 إلى 48 ساعة سواء جرى وصف مضادات حيوية له أم لا. وإذا لم تتحسن حالة طفلك أو تفاقمت بعد مرور 48 ساعة فاتصل بالطبيب أو الممرضة للاستشارة. ورغم احتمال استمرار الحمى والضيق حتى بعد الشروع في تناول المضادات الحيوية ينبغي أن تتحسن حالة الطفل قليلاً كل يوم. وإذا بدت حالة الطفل أسوأ من حالته حينما رآه مقدم الرعاية الصحية يُرجى الاتصال به في أسرع وقت ممكن.
وبالنسبة للأطفال الأقل من عامين ومَن يعانون من مشاكل في اللغة أو التعلم فيتعين أن يخضعوا لفحص متابعة للأذن بعد تلقي علاج التهاب الأذن بشهرين أو ثلاثة؛ إذ إن هؤلاء الأطفال مُعرَّضون لمخاطر حدوث تأخيرات في تعلُّم النطق والكلام. وتساعد هذه المتابعة في ضمان انحلال تجمعات السوائل (التي قد تؤثر في السمع).