نظرة عامة: الربو هو مرض مزمن يصيب الرئة ويتسبب في التهاب الشعب الهوائية وتضيُّقها. يتسبب الربو في حدوث نوبات متكررة من الصفير عند التنفس وشعور بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس وسُعال. تحدث هذه الأعراض بصورة دورية، وعادة ما تكون مرتبطة بأحداث محفزة مُحددة. تضيق الشعب الهوائية الدقيقة لدى الأطفال المصابين بالربو في هذه الحالات، مما يؤثر في تدفق الهواء المتدفق من الرئتين وإليهما. ويُعد هذا التضيُّق قابلاً للعلاج جزئياً أو كلياً. إضافة إلى ذلك، تتفاعل الشعب الهوائية لدى الأطفال المصابين بالربو نحو عدد من المثيرات التي قد تتضمن أمراضاً فيروسية (مثل حالة البرد الشائع)، أو التمارين الرياضية، أو مواد الاستنشاق، أو الأغذية المثيرة للحساسية، أو الظروف البيئية.

يُعد الربو المرض المزمن الأكثر شيوعاً لدى الأطفال في البلدان النامية ويؤثر في حوالي 12 في المائة من الأطفال الأقل من 18 عاماً.

الأسباب والأعراض: هناك العديد من العوامل الجينية والمُعدية والبيئية المختلفة التي قد تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالربو والتي تشمل:

• الالتهابات الفيروسية: فالأطفال الذين يعانون من صفير عند التنفس ناجم عن الفيروس التنفسي المخلوي أو التهاب الأنف التحسسي مُعرَّضون أكثر للإصابة بالربو.
• التلوث: إذ إن التعرّض للملوثات الداخلية والخارجية قد يزيد من مخاطر الإصابة بالربو.
• كما أن التعرّض لدخان التبغ في أثناء الحمل وعلى مدار فترة الطفولة يزيد من مخاطر الإصابة بالربو.
• السجل الطبي العائلي: يُعد الأطفال الذين يتضمن سجلهم الشخصي أو العائلي مشكلات طبية مُحددة مثل الربو أو الحساسية أو الاكزيما أكثر عُرضة للإصابة بالربو.
• التوتر والإجهاد: تؤدي الأحداث السلبية الوخيمة في حياة الأطفال إلى زيادة مخاطر التعرّض لنوبات الربو على مدار الأسابيع القليلة التالية لهذه الأحداث.

وعلى الرغم من ذلك، لا تقترن عوامل الخطر المعروفة بجميع الأطفال المصابين بالربو.

تتضمن أعراض الربو لدى الأطفال السُعال والصفير في أثناء التنفس. وعادة ما يكون السعال جافاً ويكون ملحوظاً تماماً في حالة نوم الطفل وفي أثناء ساعات الصباح الأولى. كما ينشط السعال بسبب التمارين الرياضية أو التعرض للهواء البارد. الصفير في أثناء النوم هو عبارة عن صوت جلبة عالية النبرة تُسمع عادة في حالة زفير الطفل. ويُسمع هذا الصوت بصورته المثالية باستخدام سماعة طبية.

وقد تقترن هذه الحالة أيضاً بانقطاع النفس أو ضيق أو ثقل أو ألم في الصدر. وبالإضافة إلى السعال أو الصفير، قد يشكو الطفل من ألم في صدره أو معدته.

تتضمن مسببات الإصابة بنوبات الربو الحادة: الظروف البيئية، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي، والتمارين الرياضية، ومسبّبات الحساسية، ومهيجات البشرة، وغبار المنزل -خاصة في أثناء التنظيف بالمكنسة الكهربائية- ووبر الحيوانات، وحبوب اللقاح، والعفن، والملوثات الداخلية (مثل الطلاء والعطور ومنتجات التنظيف). إذا كانت المواد المثيرة للحساسية من بين الأسباب المحتملة لظهور أعراض الربو فقد يوصى بإجراء فحوصات للبشرة أو تحاليل دم. إذ إن ذلك قد يساعد في تحديد مثيرات الربو وتحديد مدى ضرورة تجنب هذه المثيرات في المنزل.

قد يظهر لدى الأطفال المصابين بالربو المزمن أحد أنماط الأعراض العديدة المتميزة، وقد يتغير نمط الربو بمرور الوقت:

• نوبات ربو متقطعة بدون ظهور أعراض بين النوبات.
• أعراض مزمنة مع تفاقم الحالة بصورة متقطعة.
• النوبات التي قد تزيد حدتها أو تصير متكررة بمرور الوقت.
• يحدث انحسار المرض في الصباح عندما تتفاقم الأعراض صباحاً وتتحسن على مدار اليوم.
• الأعراض التي تبدأ في أثناء التهابات الجهاز التنفسي العلوي (مثل نوبات البرد) وتستمر لعدة أسابيع لاحقاً وتهدأ في أثناء الطقس الأكثر دفئاً.

تتطور غالبية نوبات الربو ببطء على مدار عدة أيام. ونادراً ما تحدث نوبة حادة بصورة مفاجئة، حتى لدى المصابين بربو متقطع وبدون أي علامات تنبيه تقريبًا.

العلاج: يعتمد العلاج الأمثل للربو على عدة عوامل بما في ذلك عمر الطفل، وحِدَّة نوبات الربو ومعدل تكرارها، والقدرة على استخدام العلاج الموصوف بصورة صحيحة. وبالنسبة للغالبية العظمى من الأطفال يمكن السيطرة على أعراض الربو من خلال العلاج مما يسمح للطفل بالمشاركة بكامل طاقته في جميع الأنشطة، بما في ذلك الأنشطة الرياضية. تتمثل أهداف العلاج في الحد من الأضرار الناجمة عن الأعراض، والحد من مختلف النتائج السلبية المقترنة بالربو (مثل الحجز في المستشفى وتدهور وظائف الرئة) والحد من الآثار السلبية الناجمة عن أدوية الربو.

وبعد التعرف على المثيرات المحتملة للربو ينبغي أن يتجنب الطفل تماماً أو يقلل من التعرض للمثيرات، كالحد من التعرض لدخان السجائر، وإخراج السجاد من غرف النوم، وعدم السماح بإدخال الحيوانات الأليفة في غرف الأطفال. وقد يستفيد الأطفال الذين يعانون من مشكلات دائمة -رغم جهودهم لتجنب المثيرات- من التشاور مع طبيب متخصص في مرض الربو.

كما أن المراقبة الدورية من قبل وليّ الأمر و/أو الطفل تجري بتسجيل معدل تكرار أعراض الربو وحدتها (مثل السعال وضيق التنفس والصفير عند التنفس) والمتابعة مع مقدم الرعاية الصحية كل فترة تتراوح من شهر واحد إلى ستة أشهر لمراقبة حدة الأعراض ومعدل تكرارها لدى الأطفال إلى جانب مدى استجابتهم للمرض.

ومن الأهمية بمكان ملاحظة أن أعراض الربو -سواء أكان معتدلاً أو حاداً- تكون دائماً حادة، وحتى المعتدلة منها قد تتحول إلى أعراض تشكل خطراً على الحياة. وبمرور الوقت، سيدرك أولياء الأمور والطفل العلامات التحذيرية لنوبة الربو (أو اشتداد أزمة الربو) للتدخل بصورة سريعة.

وهناك نوعان أساسيان من الأدوية الخاصة بعلاج الربو:

• الأدوية السريعة المفعول: والتي تقوم بفتح الشعب الهوائية في أثناء نوبة الربو الحادة وتخفف من السعال والصفير في أثناء التنفس وضيق التنفس. ينبغي ألا يفارق هذا الدواء -والذي يكون عادة في صورة أنبوب استنشاق-الطفلَ في جميع الأوقات وذلك لاستخدامه فور ظهور الأعراض.
• أدوية العلاج الطويل المدى: هذا النوع من الأدوية يحتاج إليه بعض الأطفال لعلاج الجزء الصامت من الربو؛ ألا وهو التهاب الشعب الهوائية. يتم تناول هذه الأدوية يومياً للحد من تفاقم أعراض الربو ونوباته.

يمكن لطفلك تناول نوعي الدواء باستخدام أنبوب استنشاق مزود بأداة يُطلق عليها غرفة تعليق (تساعد في ضمان وصول جرعة العلاج بكاملها إلى الرئتين) أو من خلال رذاذة، وهي أداة تحتوي على أنبوب ضاغط وقناع للمساعدة في توصيل جرعة الدواء. ويمكن لطبيب الطفل أو الممرضة أو الصيدلي أن يعلِّمك كيفية استخدام نوعي الدواء بحيث يمكنك اتخاذ قرار بشأن العلاج الأمثل. تتميز أدوية الربو بأنها آمنة وفعَّالة للغاية حين تُستخدم وفقاً لتعليمات الأطباء. وإذا لم تكن الأدوية فعالة أو إذا لم يتمكن الطفل من تجنُّب مسببات الربو فسيتعين على الطفل إجراء اختبار حساسية، وقد يحتاج إلى تناول علاج مناعي (حقن حساسية).

يتعين أن يأخذ الأطفال المصابون بالربو حقنة إنفلونزا كل خريف. في حالة إصابة الأطفال الذين يعانون من الربو بالإنفلونزا فإنهم مُعرضون لاشتداد نوبة الربو وزيادة خطورة المرض.